Tuesday 24 March 2009

هل في الإسلام –حقاَ- عقوبة بألف وخمسمائة جلدة ؟

تعقيب على الموضوع السابق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

· أثارت العقوبة -التي أصدرها قاضِ سعودي على طبيب مصري يعمل بالمملكة السعودية بالسجن 15 عاماً والجلد 1500 جلدة- النقاش حول عقوبة الجلد في الإسلام، وحول هذه العقوبة أحب أن أذكر بعض الحقائق

· عقوبة الجلد في الشريعة الإسلامية نوعين
:
الأول: الجرائم الحدية، وذلك في ثلاثة حالات فقط
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. شرب الخمر أو أي مسكر، وهو أربعين جلدة
2. قذف المحصنات، وهو ثمانون جلدة
3. الزنا لغير المتزوج، وهو مائة جلدة
الثاني: العقاب التعزيري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
، وهو الذي تُرِكَ تحديد مقداره للحاكم، أو السلطة التشريعية، أو القاضي، وهذا لم يُتْرَك بلا ضابط، فحده ألا تزيد عدد الجلدات عن عشر جلدات
وذلك بنص ما روي عن أبي بردة قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول:
"لا يجلد أحد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله تعالى" رواه البخاري ومسلم
·
أما ما استند إليه –ربما- القضاء السعودي في حكم الألف والخمسة مائة جلدة، فهو أقوال وأفعال بعض الصحابة، وهذا لا يجوز الاحتجاج به لأمرين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأول: أن أقوال الصحابة وأفعالهم في هذا الأمر متضاربة، والقاعدة الفقهية تقول أنه إذا تعارضت أقوال الصحابة سقطت، ولا يؤخذ منها الحكم الشرعي، لأنه لا ميزة لقول أحدهم عن الآخر

الثاني: وهو الأهم، أنه لا يعتد بقول الصحابي أو فعله إذا تعارضت مع القرآن الكريم، أو السنة الصحيحة، أو الإجماع، ونحن بين أيدينا نص صحيح من السنة، فكيف أترك هذا النص وآخذ بقول بعض الصحابة أو أفعالهم ؟
·
من أجل ذلك فنحن نقول أن القضاء السعودي أخطأ خطأً فادحاً في هذا الحكم – الشاذ الغريب-
وأقول لأولي الأمر في المملكة،
ما قاله "طاووس بن كَيْسَان" عندما دخل على الخليفة "هشام بن عبد الملك" فقال له هشام: عظني يا أبا عبد الرحمن، فقال طاووس: إني سمعت علىَّ بن أبي طالب يقول:
"إنَّ في جهنم حيات كالقلال –الأعمدة الطويلة الغليظة- وعقارب كالبغال، تلدغ كل راعِ لا يعدل في رعيته"
ثم قام وانصرف

No comments:

Post a Comment